نتساءل مرات عديدة هل المتعة خطية ؟هل الله يريدنا أن نتمتع ؟ ما هو المفهوم المسيحي للمتعة ؟ عندما خلق الله الإنسان وسلطه على كل المخلوقات، أراد بذلك أن يتمتع الإنسان بالحياة ويسعد بها. فالمتعة فكر، وإحساس جمالي، والممارسة الجنسية متعة أيضاً. ويمكننا أن نجد المتعة في كل واحدة من هذه على حدة أو بالاشتراك مع الأخرى. فالفكر يغمر الإنسان بفيض من المتعة، متى كان موضوع الفكر ممتعاً وكل إحساسات جمالية تشمل الإنسان بمتعة غامرة. فلو تطلع الإنسان إلى الطبيعة كما يتطلع إلى لوحة فنية رائعة، أحس بالمتعة، بل إن الإنسان وهو يتناول طعاماً شهيا يغمره الإحساس الجمالي فيستمتع بالطعام، وإن كان جالساً على مائدة الطعام ومعه أناس ممن يحبهم ويستريح إليهم، زادت متعته عمقاً وبهجة. كما أن الممارسة الجنسية متعة وسعادة فائضة.
المتعة واللذة نعمة نأخذها من الله بالشكر، إنها تدبير إلهي لسعادة الإنسان وسط ظروف الحياة وملابساتها المختلفة، إن المتعة متى كانت صحيحة سليمة كانت "روحية" ومتى اتجهت إلى الطريق الخاطئ فهي "شريرة". المتعة هنا كأي نعمة، لو أساء الإنسان استخدامها لأصبحت نقمة.
المتعة الجنسية تدبير إلهي، يخرج الإنسان من وحدته، ليعيش مع شريك, يجد نفسه متحداً معه، فقد خلق الله الجسد الإنساني، ووضع في الجسد الأعضاء التناسلية، ووصفها الرسول بولس بأن "لها جمال أفضل" (1كو 12: 23), وزود الله الإنسان بجهاز عصبي يعاونه على أن يصل إلى قمة المتعة وهو يمارس العلاقة الجنسية.
والمتعة هنا و"سيلة" لا "هدف"، فإن الذي يجري وراء المتعة لتحقيق المتعة ذاتها يسلك طريقاً خاطئاً، فالممارسة الجنسية في الزواج تحقيق لمتعة تـَنتج عن مشاركة عميقة ومعرفة حميمة بين طرفين، فالحياة الزوجية ليست مجرد "ورقة العقد" التي تـُكـْـتـَب بين اثنين ! فإن "الورقة" تعبير عن اتفاق "تحالف" بين "شخصين" لهما القدرة على إيجاد علاقة صحيحة بينهما سواء في البيت أو خارجه. فمتى صارت الشهوة هدفاً، أصبحت إلها وسيداً يستعبد الإنسان ويسيره في طريق خاطئ، أما إذا كانت "الشهوة"ى وسيلة للمشاركة الوجدانية التي تربط بين زوجين، فإن "الشهوة" هنا بريئة وفي مكانها الصحيح. من هنا نرى روعة النعمة الإلهية في معاونتها للإنسان، أن يجد من القدرة والمشاركة الجنسية "مرافقة روحية"، مكتوب "لأن كل خليقة الله جيدة" (1 تيموثاوس 4:4) وأيضاً "ليكن ينبوعك مباركاً وافرح بامرأة شبابك ... وبمحبتها اسكر دائماً" (سفر الأمثال 5: 18، 19)، "التذ َّ عيشاً مع المرأة التي أحببتها كل أيام حياتك ...
وفي كل هذه الأيات الكتابية نرى المتعة المتبادلة بين الزوجين، فكل من الزوجين يتمتع بالآخر وبالمشاركة الجنسية.
--------------------------------------------------------------------------------
* عن – موسوعة الثقافة الجنسية – د. ق. صموئيل حبيب – دار الثقافة القاهرة 2005
المتعة واللذة نعمة نأخذها من الله بالشكر، إنها تدبير إلهي لسعادة الإنسان وسط ظروف الحياة وملابساتها المختلفة، إن المتعة متى كانت صحيحة سليمة كانت "روحية" ومتى اتجهت إلى الطريق الخاطئ فهي "شريرة". المتعة هنا كأي نعمة، لو أساء الإنسان استخدامها لأصبحت نقمة.
المتعة الجنسية تدبير إلهي، يخرج الإنسان من وحدته، ليعيش مع شريك, يجد نفسه متحداً معه، فقد خلق الله الجسد الإنساني، ووضع في الجسد الأعضاء التناسلية، ووصفها الرسول بولس بأن "لها جمال أفضل" (1كو 12: 23), وزود الله الإنسان بجهاز عصبي يعاونه على أن يصل إلى قمة المتعة وهو يمارس العلاقة الجنسية.
والمتعة هنا و"سيلة" لا "هدف"، فإن الذي يجري وراء المتعة لتحقيق المتعة ذاتها يسلك طريقاً خاطئاً، فالممارسة الجنسية في الزواج تحقيق لمتعة تـَنتج عن مشاركة عميقة ومعرفة حميمة بين طرفين، فالحياة الزوجية ليست مجرد "ورقة العقد" التي تـُكـْـتـَب بين اثنين ! فإن "الورقة" تعبير عن اتفاق "تحالف" بين "شخصين" لهما القدرة على إيجاد علاقة صحيحة بينهما سواء في البيت أو خارجه. فمتى صارت الشهوة هدفاً، أصبحت إلها وسيداً يستعبد الإنسان ويسيره في طريق خاطئ، أما إذا كانت "الشهوة"ى وسيلة للمشاركة الوجدانية التي تربط بين زوجين، فإن "الشهوة" هنا بريئة وفي مكانها الصحيح. من هنا نرى روعة النعمة الإلهية في معاونتها للإنسان، أن يجد من القدرة والمشاركة الجنسية "مرافقة روحية"، مكتوب "لأن كل خليقة الله جيدة" (1 تيموثاوس 4:4) وأيضاً "ليكن ينبوعك مباركاً وافرح بامرأة شبابك ... وبمحبتها اسكر دائماً" (سفر الأمثال 5: 18، 19)، "التذ َّ عيشاً مع المرأة التي أحببتها كل أيام حياتك ...
وفي كل هذه الأيات الكتابية نرى المتعة المتبادلة بين الزوجين، فكل من الزوجين يتمتع بالآخر وبالمشاركة الجنسية.
--------------------------------------------------------------------------------
* عن – موسوعة الثقافة الجنسية – د. ق. صموئيل حبيب – دار الثقافة القاهرة 2005