لقد قررت الانتحار

لقد مللت الحياة المظلمة التعيسة

مللت المشاكل المتساقطة علي من كل جهة

مللت الهروب من الواقع المؤلم للخيال الجميل

ثم في النهاية أعود للواقع وأصدم وأتألم أكثر مما سبق

لقد قررت الانتحار .. نعم قررت الانتحار لعل مأساتي تنتهي

وبالفعل رميت بنفسي من الطابق العاشر




إنه الطابق التاسع
إنهما الزوج والزوجة السعيدان المعروفان في المبنى
إنهما يتشاجران!!!
لم يكونا سعيدين أبدا!!ً




إنه الطابق الثامن
أليس هذا الشاب الضحوك المعروف في المبنى؟!
إنه يبكي بشدة ..




إنه الطابق السابع
أليست هذه المرأة الأكثر نشاطاً في المبنى؟؟
ماذا تفعل؟
ما هذا الوجه الشاحب!
وما كل هذه الأدوية!
إنها تأخذ أدويتها، تبدو مريضة جداً




إنه الطابق السادس
أليس هذا جارنا المهندس؟
لقد تخرج منذ خمس سنوات
مازال يشترى سبع صحف يوميا ليبحث عن عمل!!




إنه الطابق الخامس
إنه جارنا العجوز
إنه ينتظر أحد يزوره ويسأل عن أحواله
إنه ينتظر أولاده وبناته المتزوجون
ولكن بابه لم يُدَق يوماً!!
يبدو حزينا ..




إنه الطابق الرابع
أليست هذه جارتنا الأنيقة الجميلة المبتسمة؟!
إنها تنظر إلى صورة زوجها الراحل منذ ثلاث سنين وتبكيه




قبل أن ألقيت بنفسي ظننت أنني الشخص الأكثر حزنا وبؤسا




الآن أدركت أن كل شخص في هذا العالم لديه مشاكله وأحزانه الخاصة




وبعد أن رأيت كل هذا عرفت بأن حزني لم يكن سيئا بكل هذا السوء




إنهم ينظرون إلي ...




لو أن كل شخص نظر إلى مصائب غيره لهانت عليه مصيبته