حبه خردل
قصة حقيقة
ذكر أحد الخدام المشاهير إنه تعرف على موريس و أليس زوجته ويمكن أن يلخص حياتهما إنهما كانا فاشلين بل عنوانا للفشل و كانا يعيشان في فيلادلفيا مع ولديهما في حالة يرثى لها ، و في مرة من المرات قرر موريس أن يحضر عظة في الكنيسة و هذا كان عمل في غاية الغرابة بالنسبة له و كان موضوع العظة (حبة خردل) " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فينتقل ....."
فطلب موريس مني بعد العظة أن يتحدث معي على انفراد و هناك أفرغ ما بداخله من مشاعر الإحباط و المشاكل المادية والديون والمستقبل الغامض والحياة الفاشلة التي يعيشها وأنهى حديثه إن الأمر ميئوس منه و لا فائدة ترجى و لكني حدثته عن الإيمان ، إن الله يستطيع أن يحل مشاكله و يمكنه أن يتخذه له شريكا في كل أعماله و يطرد من قلبه رذيلة الحقد و الثورة على كل إنسان ، فقال لي : إنه عندما يأوي لفراشه كل يوم لا حديث له ولزوجته سوى معاملات الناس السيئة التي هي سبب البلاء و الشتائم على الآخرين.
ثم قال لي : و من أين لي بهذا الإيمان الذي ينقل الجبال ، قلت له : اطلبه من الله ، فأنت لا تحتاج لإيمان عظيم ...فقط إيمان مثل حبة الخردل .....هل رأيت حبة خردل ؟
رجع موريس لزوجته أليس ، فوجدها في المطبخ ، فسألها: هل لديك حبة خردل لأنه يريد أن يقتني واحدة ليحل مشاكله.
ضحكت أليس و ناولته واحدة من البرطمان و هي تقول له : إنك لست بحاجة لحبة خردل حقيقية ، إنها رمز لفكرة الإيمان ، فأخذ حبة الخردل و وضعها في كفه و هو يتعجب من صغرها ، أهذا كل الإيمان الذي أحتاجه ، ثم وضعها في كفه و هو يتعجب من صغرها... أهذا كل الإيمان الذي أحتاجه ،ثم وضعها في جيبه ليتأملها بعد قليل و لكنها بالطبع زاغت في جيبه.
طرأت في ذهنه فكرة أن يضعها في كرة من البلاستيك و يضعها في سلسلة مفاتيح أو عقد و يكتب عليها إيمان مثل حبة خردل .
وكلما واجهته مشكلة يخرج هذه الكرة الصغيرة و يقول لله : أومن يا سيد إنك تستطيع أن تحل مشكلتي ، فأعن عدم إيماني .
و هل تتخيل إن موريس و أليس باعا الكثير من هذه الحلى والسلاسل حتى صارت مصدر ثروة لهما و لكن الثروة الحقيقية هي إنه تمسك بالإيمان في كل حياته حتى عندما أخبره الطبيب بأنه مصاب بورم خبيث ( سرطان) في عظم الفك ، لم يضطرب و طلب من زوجته الإنجيل و قرأ قصص الإيمان و سمع السيد المسيح يقول له إن كنت تستطيع أن تؤمن ، فكل شئ مستطاع للمؤمن ، لذا ركع و صلى و هو يتأمل حبة الخردل و يقول عبارته الشهيرة ( أومن يا سيد ، فأعن عدم لإيماني )
و فعلا تحسنت حالته و رجع للأطباء الذين شخصوا حالته و فحصوه من جديد ، فانتابهم العجب ، لكنهم بصراحتهم المتشائمة قالوا له : إن التحسن من الممكن أن يكون وقتيا ، وقد يعاوده من جديد.
سألت موريس و أنا أراه في كامل الصحة والحيوية : كم مضى على هذه الحادثة ، فقال لي : 14 عاما. نظرت إليه ، فوجدته قويا نشيطا ..... وقد أصبح من مشاهير الرجال في عمله ، فتيقنت أن الإيمان يستطيع أن يفعل المعجزات.
بالإيمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود ، أطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش الغرباء ( عب 11 : 33 )