الوطنية مسئولية مسيحية
الكاتب: من مجلة الشباب الكنسي
الكاتب: من مجلة الشباب الكنسي
يقول ربنا يسوع المسيح:" أعط ما لقيصر لقيصر و ما لله لله " ( مت21:22) أن قيصر هو العالم و أنشغالات الأرض و مسئوليات الحياة اليومية و الواجبات المطلوبة من المؤمن نحو الدولة و الوطن.
و السيد المسيح حدد لنا مفهوم العالم في (يو17) " لستم من هذا العالم " يري المسيحي الحياة بنظرة جديدة فهو يحيا بأسلوب مختلف عن أهل العالم يحيا في العالم و لا يحيا العالم فيه لان من يحب العالم بشهواته و مقتنياته أنما يفقد محبته لله، أي أن المشغول بالأرضيات و الحسيات فقط أنما يسير في طريق الموت الأبدي. وأفضل إنسان أمين علي قيصر هو ذلك الإنسان الأمين في جهاده الروحي و أهتمامه بالحياة الأبدية. فالمستقبل الأبدي يبدأ بالزمن و أمتداد له. وما أخطر أن ينشغل الإنسان بشئون قيصر دون شئون الله فهذا أقصر طريق إلي الهلاك.
كذلك ما أخطر أن ينشغل الإنسان بأمور الروح و يهمل واجبه الأرضي و العائلي و المجتمعي فهذا الإنسان يكون سلبي و معثر.
وحقاً ان التوازن هو الكلمة الفاصلة في هذا الأمر حيث أن الأمانة لله تظهر واضحة في أمانة الإنسان في ألتزاماته و واجباته الأرضية و العائلية.
.... و مفهوم المواطنة تعني المساواة بين الأفراد الذين يحملون جنسية الدولة في الحقوق و الواجبات بما يكفل مشاركة فعالة لهم في الحياة العامة و يؤهلهم للحصول علي نصيب عادل من الموارد في الدولة ... و " الأغلبية الصامتة " هي التي لا تشارك في الانتخابات السياسية، و لكن مطلوب الآن أكثر من أي و قت مضي أن تشارك هذه الأغلبية الصامتة و تحدد أختياراتها السياسية حتي لا تحدد أقلية نشطة مسار أمة بأكملها ليس بسبب الا أن غالبية أبنائها فضلوا الأنصراف عنها.
.........و المواطن المسيحي هو مواطن صالح يعمل الصلاح حتي ولم يكافأ من الناس و لا يعمل الخطأ حتي ولو كانت هناك أمكانية الأفلات من العقوبة" أن تألمتم من أجل البر فطوباكم و أما خوفهم فلا تخافوه و لا تضطربوا "( 1 بط : 3 ) و قد يفسر التسامح في المسيحية و الخد الآخر و الميل الثاني تفسير خاطئ يعني الضعف وهذا خطأ التسامح لا يعني الضعف و عدم المطالبة بالحقوق و لا يعني السلبية و اللامبالة، بل يعني محبة الآخر و الرغبة في خلاصه.
..وأخيرا الموقف المسيحي واضح بين التسامح و المطالبة بالحق أننا كمسيحيون مستعدون أن نموت من أجل الآخر و لكننا يجب أن نكون لنا القوة و الشجاعة في أعلان الحق بطرق قانونية مهذبة دون الأساءة للأخرين و دون تنازل عن ضعف عن حقوقنا المشروعة و كذلك دون تهرب من حمل الصليب أو تذمر من أي ضيق.
منقول من موقع الكتيبة الطيبية