نظرة موضوعية للعملية التعليمية..!!
بقلم/ شريف رمزى المحامى
* فى البداية وقبل أى شىء أود أن أشكرك أيها القارىء الحبيب لما ابديته من استعداد لقراءة هذه السطور، وإن كنت أنا شخصياً - من باب الأمانة – أنصحك بالتوقف عند هذه الفقرة والبحث
عن شىء أخر مفيد..
حسناً.. بما أنك بدات تورط نفسك فى قراءة الفقرة تلو الأخرى ولم تأخذ بنصيحتى، فإننى أعدك بأنك فى النهاية ستندم أشد الندم لأنك أضعت دقائق من وقتك الثمين فى قراءة مواقف تافهة كتبها طالب فاشل..!!
والأن ندخل فى لُب الموضوع.. وسوف ابدأ بتعريف نفسى.. أسمى.. أسمى فى شهادة الميلاد سقط سهواً - وربما عمداً – أما أسمى الذى يعرفنى به الجميع فهو "الفاشل" ..!!
لا تتعجب، فكل أصدقائى ومعارفى ينادوننى بالفاشل.. الفاشل راح.. الفاشل جه، وهذا الأسم فى الحقيقة له قصة ولكنها ليست ظريفة، بدات مع بداية أول يوم فى الدراسة..
* المرحلة الإبتدائية (سبتمبر 1986):
كنت فى السادسة من عمرى حين أيقظتنى أمى عنوة ذات صباح وهى تصرخ بعِزم ما فيها: قوم يا واد عشان تروح المدرسة..
ولم أستوعب حينها ما الداعى لأن أقطع نومى اللذيذ وأغادر البيت فى هذه الساعة المبكرة فتشبست بملاءة السرير، ولم يكن هناك وقت لإقناعى بالسياسة والملاطفة وبخاصة أن والدى كان قد أستيقظ فى هذه الأثناء، ولأن صراخ أمى كان سبباً فى استيقاظه قبل موعده بأكثر من ربع ساعة فقد فتك به الغيظ، وطبعاً لم أكن أتمتع بالنفوذ الذى تتمتع به أمى داخل البيت ليعفينى من عواقب ذلك الغيظ..
وقف والدى فوق سريرى وبصوت أجش نادانى قائلاً: قوم يا زفت..
هرعت بسرعة من فوق السرير كما يفعل الجندى عندما يسمع نوبة النداء وأنا أنفض النوم عن أجفانى، ووقفت أتلقى التعليمات..
قال: أنت دلوقت كبرت وبقيت راجل ولازم تعتمد على نفسك، فى خلال عشر دقايق تكون غسلت وشك وسرحت شعرك ولبست الجذمة والمريلة.. تمام ؟
قلت: تمام، واتجهت مباشرة نحو الحمام وأنا أدعو الله أن تكون المية مقطوعة حتى لا يتجمد وجهى بسبب برودة المياه، لكن للأسف اللى يخاف من عفريت يطلع له..
خرجت من الحمام، وبدأت رحلة البحث عن الجذمة.. الفردة اليمين وجدتها فى صندوق اللعب بتاع فريد (أخويا الصغير)، وأصبح كل همى هو العثور على فردة الجذمة الشمال.. وبعد بحث شاق وجهود مضنية عثرت عليها فى دُرج التلاجة، وانتابتنى فرحة غامرة فهتفت كما فعل أرشميدس، وجدتها.. وجاء الدور على المريلة، وكانت جاهزة.. مكوية ونظيفة، وقد أرتديتها فى لحظات.. ثم وقفت أترقب دخول والدى الحجرة..
وبمجرد دخوله بدأت ملامح وجهه تتغير وكأنه قد تلقى صدمة مفاجأة.. ولم أفهم سر هذا التغير المفاجىء ولا سبب صدمته إلا بعد أن صاح قائلاً: تعالى يا ست هانم شوفى المحروس إبنك، البيه لابس المريلة بالمقلوب..!!
وقعت كلماته فى مسامعى وقوع الصاعقة.. وبسرعة اتجهت ببصرى نحو المريلة وأخذت أتفحصها.. ما الذى يقوله والدى؟!!، إن كل شىء فى محله.. صف من الزرائر فى الأمام.. الحزام.. الكُسر.. كله تمام، صحيح أن الجيوب فى الظهر لكن ربما كان ذلك سهواً من الترزى..
واستطرد والدى قائلاً: إذا كنت مش عارف تلبس المريلة صح يبقى إزاى هاتنجح، الفاشل بس هو اللى يحتاج مساعدة..
كانت المرة الأولى التى أسمع فيها بالفشل ولم أعبأ كثيراً بالكلمة ولا بما تعنيه.. ورغم عدم اقتناعى أُضطررت للنزول على رغبة والديا وأرتديت المريلة بالعكس لتصبح كل الزرائر فى الخلف.. فعلت ذلك تحت ضغط شديد، وكنت أتسأل فى داخلى: ما سر إصرارهم على معاملتى كالمجانين؟! _ حيث أن إرتداء المريلة على هذا النحو كان قد أعاد إلى ذاكرتى مشهد القبض على "قناوى" فى فيلم باب الحديد...
وللحديث بقية
م ن ق و ل عن مدونة الملف القبطى
http://copticfile.blogspot.com/
بقلم/ شريف رمزى المحامى
* فى البداية وقبل أى شىء أود أن أشكرك أيها القارىء الحبيب لما ابديته من استعداد لقراءة هذه السطور، وإن كنت أنا شخصياً - من باب الأمانة – أنصحك بالتوقف عند هذه الفقرة والبحث
عن شىء أخر مفيد..
حسناً.. بما أنك بدات تورط نفسك فى قراءة الفقرة تلو الأخرى ولم تأخذ بنصيحتى، فإننى أعدك بأنك فى النهاية ستندم أشد الندم لأنك أضعت دقائق من وقتك الثمين فى قراءة مواقف تافهة كتبها طالب فاشل..!!
والأن ندخل فى لُب الموضوع.. وسوف ابدأ بتعريف نفسى.. أسمى.. أسمى فى شهادة الميلاد سقط سهواً - وربما عمداً – أما أسمى الذى يعرفنى به الجميع فهو "الفاشل" ..!!
لا تتعجب، فكل أصدقائى ومعارفى ينادوننى بالفاشل.. الفاشل راح.. الفاشل جه، وهذا الأسم فى الحقيقة له قصة ولكنها ليست ظريفة، بدات مع بداية أول يوم فى الدراسة..
* المرحلة الإبتدائية (سبتمبر 1986):
كنت فى السادسة من عمرى حين أيقظتنى أمى عنوة ذات صباح وهى تصرخ بعِزم ما فيها: قوم يا واد عشان تروح المدرسة..
ولم أستوعب حينها ما الداعى لأن أقطع نومى اللذيذ وأغادر البيت فى هذه الساعة المبكرة فتشبست بملاءة السرير، ولم يكن هناك وقت لإقناعى بالسياسة والملاطفة وبخاصة أن والدى كان قد أستيقظ فى هذه الأثناء، ولأن صراخ أمى كان سبباً فى استيقاظه قبل موعده بأكثر من ربع ساعة فقد فتك به الغيظ، وطبعاً لم أكن أتمتع بالنفوذ الذى تتمتع به أمى داخل البيت ليعفينى من عواقب ذلك الغيظ..
وقف والدى فوق سريرى وبصوت أجش نادانى قائلاً: قوم يا زفت..
هرعت بسرعة من فوق السرير كما يفعل الجندى عندما يسمع نوبة النداء وأنا أنفض النوم عن أجفانى، ووقفت أتلقى التعليمات..
قال: أنت دلوقت كبرت وبقيت راجل ولازم تعتمد على نفسك، فى خلال عشر دقايق تكون غسلت وشك وسرحت شعرك ولبست الجذمة والمريلة.. تمام ؟
قلت: تمام، واتجهت مباشرة نحو الحمام وأنا أدعو الله أن تكون المية مقطوعة حتى لا يتجمد وجهى بسبب برودة المياه، لكن للأسف اللى يخاف من عفريت يطلع له..
خرجت من الحمام، وبدأت رحلة البحث عن الجذمة.. الفردة اليمين وجدتها فى صندوق اللعب بتاع فريد (أخويا الصغير)، وأصبح كل همى هو العثور على فردة الجذمة الشمال.. وبعد بحث شاق وجهود مضنية عثرت عليها فى دُرج التلاجة، وانتابتنى فرحة غامرة فهتفت كما فعل أرشميدس، وجدتها.. وجاء الدور على المريلة، وكانت جاهزة.. مكوية ونظيفة، وقد أرتديتها فى لحظات.. ثم وقفت أترقب دخول والدى الحجرة..
وبمجرد دخوله بدأت ملامح وجهه تتغير وكأنه قد تلقى صدمة مفاجأة.. ولم أفهم سر هذا التغير المفاجىء ولا سبب صدمته إلا بعد أن صاح قائلاً: تعالى يا ست هانم شوفى المحروس إبنك، البيه لابس المريلة بالمقلوب..!!
وقعت كلماته فى مسامعى وقوع الصاعقة.. وبسرعة اتجهت ببصرى نحو المريلة وأخذت أتفحصها.. ما الذى يقوله والدى؟!!، إن كل شىء فى محله.. صف من الزرائر فى الأمام.. الحزام.. الكُسر.. كله تمام، صحيح أن الجيوب فى الظهر لكن ربما كان ذلك سهواً من الترزى..
واستطرد والدى قائلاً: إذا كنت مش عارف تلبس المريلة صح يبقى إزاى هاتنجح، الفاشل بس هو اللى يحتاج مساعدة..
كانت المرة الأولى التى أسمع فيها بالفشل ولم أعبأ كثيراً بالكلمة ولا بما تعنيه.. ورغم عدم اقتناعى أُضطررت للنزول على رغبة والديا وأرتديت المريلة بالعكس لتصبح كل الزرائر فى الخلف.. فعلت ذلك تحت ضغط شديد، وكنت أتسأل فى داخلى: ما سر إصرارهم على معاملتى كالمجانين؟! _ حيث أن إرتداء المريلة على هذا النحو كان قد أعاد إلى ذاكرتى مشهد القبض على "قناوى" فى فيلم باب الحديد...
وللحديث بقية
م ن ق و ل عن مدونة الملف القبطى
http://copticfile.blogspot.com/