الزمان منذ ألفي سنة، والمكان هو هيكل الرب في أورشليم. المكان يعج بالناس. البعض أتى ليصلّي، والبعض ليقدم الذبائح حسب شريعة موسى، والجميع منهمكون.
لكن في إحدى الزوايا يقف شيخ تقي إسمه سمعان. كان هذا الرجل التقي يلازم الهيكل، ليسمع كلمة الله. فمعنى إسمه "سمعان" أي الذي يسمع. سمع سمعان عن المسيح المنتظر، فَقُرِأت على مسمعه، النبوات عن ولادته، وعن الخلاص الذي سيتممه، وكذلك عن موته الكفاري وقيامته المجيدة. فكان يتوق الى رؤيته... وقد إستجاب الرب لطلبة سمعان.
وأوصى اليه الروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. وها سمعان في الهيكل، حيث قاده روح الرب أخيرا، ليحمل يسوع المسيح في ذراعيه قبل أن يسلّم الروح.
فعندما دخل يوسف ومريم الهيكل وهما يحملان يسوع، قال الروح القدس لسمعان: إذهب إليهما، فهما يحملان المسيح المنتظر. توجّه سمعان الى يوسف ومريم، وأخذ الطفل يسوع في يديه، وقال: الآن تُطلِق عبدك يا سيد، حسب قولك بسلام. لان عينيّ قد ابصرتا خلاصك، الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب.
ثم تكلم مع أم الصبي مريم وتنبأ قائلا لها: وأنتِ أيضا يجوز في نفسك سيف... فتنبأ عن ذلك اليوم الرهيب، حين ستقف مريم تبكي عند الصليب، حيث إبنُها الحبيب يسوع يحمل خطايا العالم، مسمرا على صليب الجلجثة.
أجل لقد رنم الملائكة في ليلة الميلاد، لكنهم سكتوا في ليلة الصلب الرهيب. لقد أضائت وفرحت السماء بولادة المسيح، لكنها أظلمت بعد أن دقت المسامير في يديه ورجليه، إذ كان يدفع جزاء خطيتي أنا، بل خطايا كل العالم.
لقد قال سمعان الشيخ: إن عيني قد أبصرتا خلاصك! والآن أخي وأختي إن الرب يطرح عليك نفس السؤال في عيد الميلاد. هل أبصرت خلاص الرب؟ في الميلاد لم يكن للرب مكان في المنزل... فهل للرب مكان في هذا الميلاد في قلبك... هل فتحت قلبك ليسوع لتقبل الخلاص الذي أعده لك؟
هل سيمرّ المسيح من أمام بيتك، كما مرّ من أمام بيوت الكثيرين طالبا أن يدخل، لكن لم يوجد له مكان... أن الرب يدعوك بصوته الحنون قائلا: التفتوا اليّ واخلصوا يا جميع اقاصي الارض لاني انا الله وليس آخر.