الأبوة الروحية
أبونا القمص/ ميخائيل إبراهيم
ليست اسماً أو وظيفة أو صناعة وإنما أبوة حب وبذل وعطاء.. أبوة آلام ودموع وسهر، فى رأفة، فى قدوة فاضلة.
أدعوكم الآن للتعرف على معانى الأبوة الروحية بأصالتها وعمقها متجسدة فى شخص قديس معاصر من القرن العشرين هو:
كان أبونا ميخائيل دائماً بشوشاً يقابل أولاده بابتسامة الفرح والترحاب والرضى ويملأ كل من يقابله بالسلام والهدوء.. ولم يعرف طريق التزمت أو العنف.
فى يوم عيد ذهب أحد أبنائه الشمامسة إلى الكنيسة متأخراً وكان يود أن يخدم شماساً ولم يجد تونية ليلبسها فبكى وخرج وعند الباب قابله أبونا ميخائيل وسأله عن سبب بكائه فلما عرفه أخذه بيده الحانية ثم دخل وأخرج تونيته الخاصة وقال له: عليك البركة ألبسها وأخدم وماتزعلش.. فلما امتنع الشماس قال له "عليك البركة ألبسها وأخدم وأفرح لأنه لا يصح أن نحزن فى هذا اليوم".
كان أبونا يكسب كل إنسان بالاتضاع ليس مع الكبير ولكن مع الصغير أيضاً فكم من مرة أعتذر لكثير من خدام الكنيسة لأنه وبخهم من أجل خطأ ارتكبوه وكان يعود يقول للواحد منهم "سامحنى با ابنى هات رأسك أبوسها".. أنها اسمى صور التواضع.
وفى أثناء الاعتراف كلما يعترف المعترف بخطية كان يرد فى بساطة واتضاع "الله يسامحنى ويسامحك" الله يغفر لك.. الله يحاللنى ويحالك".. وكان يشترك مع الخاطئ فى حمل الخطية.
ولعلنا نذكر فى هذا المقام هذه الكلمات لأحد أبنائه الكهنة: "كنت تخدمنى وأنت أب وأنا أبنك وأنت قمص وأنا قس..! وعندما كنت أقول لك "الطقس يا أبى" كنت تقول لى "الطقس هو المحبة"..!! من ضمن صفات الله الحلوة أنه مريح يريح جميع الناس فهو صاحب النداء الخالد "تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم" (مت28:11).
وأبونا ميخائيل كان هذا الرجل مريحاً لكل من يتصل به سواء فى كلامه أو فى صمته.. كانت مقابلة واحدة معه كافية لأن تعيد إلى الإنسان رجاءه مهما كانت سقطاته وكان يردد دائماً "عندى رجاء فى ربنا يصنع كذا".
كانت بساطة إرشاده تتحطم أمامها تعقيدات الحياة ونظراته الحلوة تتبدد معها شحنات اليأس والقنوط .. كان إرشاده يتلخص فى كلمة واحدة هى الصلاة فهى الحل الذى يقدمه لكل مشكلة ونادراً ما كان يضيف إلى جوارها أى إرشاد أخر.. كان يبدأ بالصلاة مع المعترف ثم يستمع إلى مشاكله وهو مستمر فى روح الصلاة ومن ثم فلا يخرج الإرشاد الذى يقدمه للمعترف عن دائرة الصلاة .. كان يصلى دائماً من أجل أولاده ويكتب أسماءهم ليضعها على المذبح حتى يذكرهم كلا باسمه وكان يؤمن أن ذبيحة القداس الإلهى لابد أن تحل أى مشكلة توضع عليها لذا كان يضع كل المشاكل أمام الله وقت السجود فى القداس قبل حلول الروح القدس هكذا كان أبونا ميخائيل أباً مريحاً بالحقيقة.
وختاماً نصلى إلى الرب أن يفرح قلوبنا بأبوات تسد احتياجنا العميق لها فى هذه الأيام.. فقد يكون لنا ربوات من المرشدين فى المسيح لكن ليس آباء كثيرون!!
__________________
أبونا القمص/ ميخائيل إبراهيم
ليست اسماً أو وظيفة أو صناعة وإنما أبوة حب وبذل وعطاء.. أبوة آلام ودموع وسهر، فى رأفة، فى قدوة فاضلة.
أدعوكم الآن للتعرف على معانى الأبوة الروحية بأصالتها وعمقها متجسدة فى شخص قديس معاصر من القرن العشرين هو:
كان أبونا ميخائيل دائماً بشوشاً يقابل أولاده بابتسامة الفرح والترحاب والرضى ويملأ كل من يقابله بالسلام والهدوء.. ولم يعرف طريق التزمت أو العنف.
فى يوم عيد ذهب أحد أبنائه الشمامسة إلى الكنيسة متأخراً وكان يود أن يخدم شماساً ولم يجد تونية ليلبسها فبكى وخرج وعند الباب قابله أبونا ميخائيل وسأله عن سبب بكائه فلما عرفه أخذه بيده الحانية ثم دخل وأخرج تونيته الخاصة وقال له: عليك البركة ألبسها وأخدم وماتزعلش.. فلما امتنع الشماس قال له "عليك البركة ألبسها وأخدم وأفرح لأنه لا يصح أن نحزن فى هذا اليوم".
كان أبونا يكسب كل إنسان بالاتضاع ليس مع الكبير ولكن مع الصغير أيضاً فكم من مرة أعتذر لكثير من خدام الكنيسة لأنه وبخهم من أجل خطأ ارتكبوه وكان يعود يقول للواحد منهم "سامحنى با ابنى هات رأسك أبوسها".. أنها اسمى صور التواضع.
وفى أثناء الاعتراف كلما يعترف المعترف بخطية كان يرد فى بساطة واتضاع "الله يسامحنى ويسامحك" الله يغفر لك.. الله يحاللنى ويحالك".. وكان يشترك مع الخاطئ فى حمل الخطية.
ولعلنا نذكر فى هذا المقام هذه الكلمات لأحد أبنائه الكهنة: "كنت تخدمنى وأنت أب وأنا أبنك وأنت قمص وأنا قس..! وعندما كنت أقول لك "الطقس يا أبى" كنت تقول لى "الطقس هو المحبة"..!! من ضمن صفات الله الحلوة أنه مريح يريح جميع الناس فهو صاحب النداء الخالد "تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم" (مت28:11).
وأبونا ميخائيل كان هذا الرجل مريحاً لكل من يتصل به سواء فى كلامه أو فى صمته.. كانت مقابلة واحدة معه كافية لأن تعيد إلى الإنسان رجاءه مهما كانت سقطاته وكان يردد دائماً "عندى رجاء فى ربنا يصنع كذا".
كانت بساطة إرشاده تتحطم أمامها تعقيدات الحياة ونظراته الحلوة تتبدد معها شحنات اليأس والقنوط .. كان إرشاده يتلخص فى كلمة واحدة هى الصلاة فهى الحل الذى يقدمه لكل مشكلة ونادراً ما كان يضيف إلى جوارها أى إرشاد أخر.. كان يبدأ بالصلاة مع المعترف ثم يستمع إلى مشاكله وهو مستمر فى روح الصلاة ومن ثم فلا يخرج الإرشاد الذى يقدمه للمعترف عن دائرة الصلاة .. كان يصلى دائماً من أجل أولاده ويكتب أسماءهم ليضعها على المذبح حتى يذكرهم كلا باسمه وكان يؤمن أن ذبيحة القداس الإلهى لابد أن تحل أى مشكلة توضع عليها لذا كان يضع كل المشاكل أمام الله وقت السجود فى القداس قبل حلول الروح القدس هكذا كان أبونا ميخائيل أباً مريحاً بالحقيقة.
وختاماً نصلى إلى الرب أن يفرح قلوبنا بأبوات تسد احتياجنا العميق لها فى هذه الأيام.. فقد يكون لنا ربوات من المرشدين فى المسيح لكن ليس آباء كثيرون!!
__________________